في صباحات دمشق الصيفية والنسيم المحمل بندى الحقول القريبة يداعب وجهك بينما تستمتع بفنجان قهوة على شرفتك المطلة على الحديقة، تطل عليك فيروز من المذياع لتقول "يسعد صباحك والمسا" لا ينقص هذا المشهد إلا رف حمام يزين السماء ويكسر حدة زرقتها. وهاهو رف الحمام يحلق فوقك كغيمة ملونة ليبعث في نفسك الرضا والاطمئنان، لكن صفيرا حادا يخرق جدار الصوت فوق بيوت الحي يتبعها رشقة من الحجارة التي قد تصيبك إحدى شظاياها كفيلة بأن تبدد لحظة الصفاء الجميلة وتعكر مزاجك بقية النهار، انه جارك مربي الحمام أو كما يسمى في دمشق "كشيش الحمام".. ونعم الجار!!