لا تكاد تخلو حارة في أحياء دمشق الشعبية من مربي حمام واحد على الأقل لكن هذه الهواية الجميلة تحولت إلى مصدر إزعاج دائم لسكان هذه الأحياء، فصوت التصفير العالي الذي يصدره «كشيش الحمام» ليجعل طيوره تحلق في السماء مسافة أعلى كفيل بأن يحرمك من القيلولة وأن يسبب لك صداعاً حاداً عداك عن الأذى الذي تسببه الحجارة وقطع الخشب التي يقذفها الكشيش على رف الحمام أو ما يسميه «الكشّـة» ليمنعها من الهبوط دون إذن، وصراعات الكشاشين في ما بينهم التي تأخذ طابعاً من الشراسة في معظم الأحيان وقد تتسبب في عواقب خطيرة. كل هذه الأمور جعلت «كشيش الحمام» يظهر أمام المجتمع بصورة المزعج المسبب للمشاكل وغير المستحب.